محاضرة
من تاريخ الأسرة إلى تاريخ النفوذ:
تمشّ في البحث غير معهود؟
للأستاذة ليلى تميم البليلي
12 مارس 2021

لماذا لم تهتم الدراسات التاريخيّة التونسيّة بمؤسّسة العائلة؟ هل احتكرت البحوث السوسيولوجيّة والأنتروبولوجيّة مبحث الأسرة؟ ما مدى تأثير مفهوم العالم الخاص للأسرة في مجال البحث العلمي؟ أيّ تأثير لانبعاث الدولة الوطنيّة في إغناء مبحث الأسرة؟

إجابة على هذه الإشكالات وغيرها من القضايا ذات العلاقة بمفاهيم النفوذ، والسلطة، والأسرة، قدّمت الباحثة في الدراسات التاريخيّة الحديثة  والمعاصرة ليلى تميم البليلي يوم الجمعة 12مارس 2021 محاضرة عنوانها ” من تاريخ الأسرة إلى تاريخ النفوذ: تمشّ في البحث غير معهود؟  ويندرج هذا اللّقاء الفكري الذي أشرفت عليه رئيسة القسم الدكتورة منيرة شابوتو الرمادي ضمن سلسلة أنشطة قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”.

فلم تركّز الدراسات التاريخيّة على المسائل الميكروتاريخيّة إلاّ في نهايات القرن الماضي وفقا لمقاربة الأكاديميّة منيرة شابوتو الرمادي، لذلك هيمنت البحوث الماكروتاريخيّة وفقا لعبارتها، ممّا يفسّر غياب البحث التاريخي التفصيلي وهو ما دعّمته المحاضرة، مبرزة احتكار الدراسات السوسيولوجيّة والعلوم الأنتروبولوجيّة لمفهوم الأسرة. واعتمدت الأستاذة البليلي في دراساتها حول عالم الأسرة كما جاء في محاضرتها على تقارير وأرشيف وزارة العدل والنزاعات والرسائل السياسيّة، مثل رسائل البايات الموجّهة  لكبار المسؤولين والناشطين السياسيين، تلك التي تتضمّن تفاصيل الحياة الخاصّة، وتحديدا كيفيّة صناعة القرار السياسي في مخابر المحيط الأسري.

بل ذهبت المحاضرة إلى ماهو أقصى حيث بيّنت العلاقة بين مؤسّسة الزواج ومؤسّسات تسيير الشأن العام خاصّة لدى الأسر الحاكمة، إذ كان عقد الزواج بوّابة العبور إلى ضفاف الحكم، وسردت في هذا المجال عديد الأمثلة التي شهدتها مجتمعاتنا وإن تسوّق نقيض هذه الممارسات. وعليه تكون الدراسات الميكروتاريخيّة المبرزة لهذه الحقائق منطلقا لاستيعاب مفاهيم سلطة الألقاب العائليّة، ومنطق الحكم، وميراث تسيير الشأن العام، وتحكّم نخب الحكم في مصير الشعوب وإن اتخذت هذه الأساليب الأشكال المختلفة، ولعل هذا ما يؤكّد وجاهة الأطروحة المؤمنة بفساد كل سلطة، ولكن لكل فساد مساحيقه.

النشاط خاص بالمجمعين، ويمكن متابعة  المحاضرة مباشرة عبر صفحة الفايسبوك الخاصة بالمجمع.

الملخّص

المواكبة الإعلاميّة

Pin It on Pinterest

Agence de création site web en Tunisie

2019 © Beit al Hikma