لقاء علمي حول :
الذكاء الاصطناعي
الخميس 20 فيفري 2020

ما الاستراتيجيا؟ هل استثمرت تونس في الذكاء الاصطناعي؟ هل يرتهن هذا الاستثمار بمقوّمات العمل الاستراتيجي؟ أيّ ترتيب لتونس عربيا، وإفريقيا، وعالميا في مجالات الذكاء الاصطناعي؟ لماذا أضحت التنميّة مشروطة بمنجزات ثورة الذكاء الاصطناعي؟ كيف تتنزّل الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام ضرورة لإستراتيجيّة الذكاء الاصطناعي ورهانات التنميّة؟

ناقش خبراء الذكاء الاصطناعي كل هذه القضايا يوم الخميس 20 فيفري 2020 في لقاء علميّ، نظّمه قسم العلوم الرياضيّة والطبيعيّة بالمجمع التونسي “بيت الحكمة” بالتعاون مع الجمعيّة التونسيّة للذكاء الاصطناعي، حيث واكب روّاد المجمع أمسيّة علميّة، تنوّعت فيها مداخلات الخبراء والأكاديميين، والمشرفين على مؤسّسات وجمعيات ناشطة في مجال صناعات الذكاء، كما تضمّن اللقاء مائدة مستديرة اهتمّت أساسا بمفهوم الاستراتيجيا، وجاهتها ومقوّماتها وآليات إرسائها .  افتتحت سلسلة المداخلات الدكتورة حبيبة بوحامد الشعبوني بوصفها باحثة ورئيسة قسم العلوم الرياضيّة والطبيعيّة ببيت الحكمة، مبرزة المنزلة العلميّة لصناعات الذكاء وإسهامات منسّق اليوم الدراسي الأستاذ خالد غديرة في مجال الرياضيات والإعلاميّة، إلى جانب نشاطه الجمعياتي المتصل بالذكاء الاصطناعي، فهو الرئيس المؤسّس للجمعيّة التونسيّة للذكاء الاصطناعي سنة 2005، وهو كذلك ناشط في وحدات بحث ومخابر ولجان علميّة تونسيّة وعالميّة مهتمة بصناعات الذكاء . وقدّم الأب الشرعي للذكاء الاصطناعي التونسي كما يلقّبه عديد المهتمين بالموضوع مداخلة حول تاريخ وأبرز محطات صناعة الذكاء، وتأثير تلك التحوّلات في المجالات العلميّة المختلفة والخطط التنمويّة ومسارات الأنشطة الاقتصاديّة . وتنزّلت جل المداخلات ضمن هذا السياق من طرح القضيّة، على غرار مداخلة الأستاذة ألفة بلكحلة إدريس، التي ركّزت على أهميّة الذكاء الاصطناعي في الأنشطة التجاريّة والاقتصاديّة والخطط التنمويّة المتعدّدة . كما أثارت المائدة المستديرة مسألة الاستراتيجيا، فاتّسم النقاش بالأطروحة والأطروحة المضادة، إذ يرفض البعض التسليم المطلق بالتخطيط الاسراتيجي للأنظمة الرسميّة والحكومات، مشدّدا على أهميّة المبادرات الفرديّة والخاصة، لكن يعتبر البعض الآخر التخطيط الاستراتيجي للاستثمار في الذكاء الاصطناعي حتميّة نظرا إلى تعدّد وتتداخل العوامل المكوّنة لمسار هذا المنجز المعرفي، تلك التي تتصل بالعوامل التربويّة والتكوينيّة والماليّة، إضافة إلى البنية التحتيّة، من مخابر ومراكز بحث الخ . .  لنكتشف أهميّة الإرادة السياسيّة وقيمة الإمكانات الاقتصاديّة للخوض حقّا في قضايا استراتيجيات الذكاء الاصطناعي . وهذا ما تناولته بعمق مقاربات كمال عكروت وقيس الماجري، وأغلب المتدخلين في المائدة المستديرة، من خبراء ومسؤولين وناشطين في الحقول المعرفيّة والعلميّة، لأنّ  مجتمع المعرفة مرتهن بسياسات تربويّة وبيداغوجيّة وتكوينيّة،  واستثمارات في التكنولوجيات وضروب العلوم المختلفة، ورهانات اقتصاديّة تشاركيّة بين القطاعين الخاص والعام . وعلى الرغم من احتلال تونس مراتب متقدّمة إفريقيا وعربيا في مجال صناعة الذكاء، لازالت حسب مداخلات  الأمسية العلميّة مطالبة بتحسين ترتيبها عالميا، ولن يكون ذلك ممكنا إلاّ متى أدركنا جيّدا قيمة الرهان على العقل والمعرفة واحترمنا رموزنا الفكريّة والأكاديميّة ، وحينما  ندرك هذه المعادلة نكون قد استوعبنا أهميّة التخطيط الاستراتيجي لإرساء الوعي العلمي لأنّ المبادرات الفرديّة لاتحلّ محلّ المشاريع الاستراتيجيّة، ونتمثّل جيّدا رهانات الخطط التي مكّنت القوى الكبرى من حسن توظيف ثورة الذكاء الاصطناعي مثل الولايات المتحدة الأمريكيّة والصين.

البرنامج

المواكبة الإعلاميّة

Pin It on Pinterest

Agence de création site web en Tunisie

2019 © Beit al Hikma