محاضرة:
ماذا أضافت إفريقيّة (تونس) إلى ابن عربي؟
للأستاذ عبد الجليل سالم
17 فيفري 2021

ماذا أضافت إفريقيّة إلى ابن عربي؟ أثار هذه الإشكاليّة الأستاذ عبد الجليل سالم في محاضرة نظّمها مؤخّرا قسم الدراسات الإسلاميّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”، وتابعها الرواد مباشرة عبر صفحة الفايسبوك الخاصة بالمجمع، وتتنزّل المحاضرة وفقا لرئيس القسم الأستاذ احميدة النيفر في إطار سلسلة لقاءات فكريّة حول الظاهرة الروحانيّة التي اهتم بها قسم الدراسات الإسلاميّة ببيت الحكمة منذ السنة الماضية.

وتشكّل إفريقيّة (تونس) وفقا لمحتوى المحاضرة منارة فكريّة هامة أغنت ابن عربي فكريا وروحيا، بل “مثّلت منعرجا حاسما في حياته”، ويعدّ عبد العزيز المهدوي أحد جسور التواصل بين تجربتين صوفيتين رائدتين، حيث أهدى صاحب الفتوحات المكيّة (ابن عربي) “أعظم كتاب في التصوف الفلسفي إلى أحد أعلامها المشهورين وهو عبد العزيز المهدوي”. ونزّل الباحث عبد الجليل سالم مقاربته لعلاقة محي الدين ابن عربي بالتراث الفكري التونسي في إطار مكانة المشروع التنظيري الرائد المميّز لإفريقيّة آنذاك مذكّرا بطبيعة المدرسة المالكيّة، إذ “أصبح المذهب المالكي مدرسة في القيروان” ولم يقتصر البعد التنظيري على المسائل الدينيّة بل شمل المجالات الأدبيّة و”أصبح للأدب العربي نظرية في النقد بالقيروان”، ومن أبرز أعلامها ابن شرف.  لذلك مثّلت إفريقيّة ضفّة مغريّة للمولعين بالمعرفة في عصور اشتهرت بالترحال الفكري والسياحة الثقافيّة، ويعدّ الشيخ الأكبر (ابن عربي) من أبرز هؤلاء المعنيين بسلسلة الرحلات المغاربيّة والمشرقيّة توقا إلى مجالس الفقهاء والشيوخ والمتكلمين، كما كانت إفريقيّة منارة مفضّلة بالنسبة إلى ابن عربي وتترجم رسائل الفتوحات المكيّة هذه الحقيقة، مما جعله يهدي فتوحاته إلى أحد علمائه المفضلين (المهدوي). ويعتبر المحاضر هدية الشيخ الأكبر اعترافا بما قدّمه علماء إفريقيّة للتراث الإنساني عموما ولابن عربي خصوصا، ومن بين هذه الرموز المؤسّسة أبومدين والمهدوي الذي نهل من علمه خاصة في الزيارة الثانية حسب المجمعي عبد الجليل سالم القائل في محاضرته ” الثابت أنّه قد دخل أرض الحقيقة بتونس وهو مقام روحي متقدم عند الصوفية، كما أنّه كتب إنشاء الدوائر وبدأ في شرح خلع النعلين لابن قسيّ (589 ه)، إضافة إلى مقابلته للخضر بمرسى عبدون”، ويقول في نفس الصدد “كانت زيارته للمرسى ليستكمل تلك الحلقة المفقودة في سلاسل إسناده بواسطة المهدوي الذي استفاد منه خاصة في الزيارة الثانية (598ه)”.   لنستنتج حجم تأثّر ابن عربي بالمدرسة الصوفيّة التونسيّة وبتراثها الفكري والعلمي، فتونس ليست مجرّد شهيدة بلغة عبد العزيز الثعالبي، وليست مريضة بعبارة ابن أبي الضياف، بل هي مفكّرة ومؤسّسة ومنظّرة ومؤصّلة.

Download the PDF file .

المواكبة الإعلاميّة

Pin It on Pinterest

Agence de création site web en Tunisie

2019 © Beit al Hikma