محاضرة حول
بيولوجيا السرطان
من الجينات إلى العلاج
الخميس 11 جوان 2020

هل يجوز علميا الحديث عن مرض السرطان أم الأمراض السرطانيّة؟ ما المقصود باللاجيني؟ كيف يرتهن فهم بيولوجيا السرطان باستيعاب طبيعة التحديات العلميّة؟ هل من استراتيجيات وقائيّة مثلى لمقاومة الخلايا السرطانيّة؟ لماذا تستوجب الحلول العلاجيّة آلية التكيّف مع خصوصيات المرضى؟ ماهي انعكاسات عدم الاستقرار الجيني للخلايا الورميّة؟ كيف تؤثّر تلك التحولات المفتوحة لعالم الجينات في مقاومة الأورام للجهاز المناعي؟ كيف أفضى اكتشاف تأثير المعطى البيئي إلى تحولات كبرى في مجال العلاج المناعي للسرطان؟

أثيرت هذه الإشكالات في لقاء علميّ، انتظم مؤخّرا في بيت الحكمة بإشراف قسم العلوم الرياضية والطبيعيّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”، ويتنزّل اللقاء في إطار سلسلة أنشطة علميّة متواصلة على امتداد الموسم الأكاديمي، قدّمت خلاله الأكاديميّة آمال بن عمار القعيّد محاضرة بعنوان: بيولوجيا السرطان من الجينات إلى العلاج، وهي مختصّة في علم المناعة. وأشرفت على فعاليات اللقاء رئيسة القسم الدكتورة حبيبة بوحامد الشعبوني المختصّة في الوراثة البشريّة والطبيّة، وبحضور نخبة من المهتمين بقضايا البيولوجيا والطب، فكان النقاش ثريا بأسلوب اتصاليّ يجمع بين العمق المعرفي والتبسيط La vulgarisation لغير المختصين وهو المنشود وفقا لعديد الإيبستيمولوجيات . وبقطع النظر عن التفاصيل العلميّة الدقيقة التي يشترط تمثّلها الدقيق امتلاك مفردات اللوغوس البيولوجي والطبي، أبرزت مضامين المحاضرة ومداخلات النقاش تطوّر آليات التشخيص للأمراض السرطانيّة بفضل تطوّر تكنولوجيات رصد الأورام من جهة، وتحديد البيئة والأنظمة الغذائيّة التي تحبّذها الخلايا السرطانيّة، لذلك يشدّد المعجم الطبي المعاصر على عبارة الأمراض السرطانية، لأنّها متعدّدة وانعكاساتها تفلت من قبضة الحتمية المغلقة ارتباطا بخصائص “ذات طبيعة   جينيّة، لاجينيّة، خلويّة الخ ”  وهو ما يعبّر عنه باستراتيجية التشخيص. كما تطرّق اللقاء إلى استراتيجيّة العلاج وتحديدا الأساليب العلاجيّة الملزمة بقاعدة “التكيّف مع أنواع المرضى” لاختلافات جينية وغير جينيّة ومناعيّة ترسم خارطتها البيانات السريريّة ودرجات الاستجابة للخطط والضوابط العلاجيّة، فلكلّ ورم أسس علاجيّة، ولكلّ مريض خطّة تضبطها بياناته الجينيّة وسلوكياته الغذائيّة واستعداداته السيكولوجيّة المحدّدة لطاقة مناعته. ولم يكتف اللقاء بسرد التحديات العلميّة لفهم بيولوجيا السرطان ومنجزات الطب السرطاني، بل اهتمّت الدكتورة آمال القعيّد بمسألة الوقاية التي تفترض استراتيجيا تتداخل فيها قيم الوعي العلمي وسلوكيات غذائيّة وأبرزت في هذا الصدد الدكتورة حبيبة بوحامد الشعبوني أهمية الاكتشافات الطبية المعاصرة في مجال السكريات أساسا. لنستشف قيمة النظام المعيشي اليومي، فالأورام لا تتطوّر إلاّ في بيئة محيطة ممّا يفسّر قيمة اكتشاف ذلك من أجل تطوير سبل العلاج المناعي كي تتّسع مساحة الأمل المباح وفقا لعبارة المحاضرة.

المواكبة الإعلاميّة

المحاضرة

Pin It on Pinterest

Agence de création site web en Tunisie

2019 © Beit al Hikma