المحاضرة الافتتاحيّة للموسم الأكاديمي 2021-2022 :
قرطاج، تراث ثقافي في خطر
للأستاذ عبد المجيد النابلي
السبت 2 أكتوبر 2021

يفتتح المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” مواسمه الأكاديميّة بمحاضرة افتتاحيّة، تتناول إشكاليّة من إشكالات الأجناس المعرفيّة والإبداعيّة المختلفة تقدّمها كفاءة مجمعيّة أو غير مجمعيّة، ويتنزّل ذلك ضمن انفتاح بيت الحكمة على جميع الأكاديميين والمبدعين.

وفي هذا الإطار قدّم الأستاذ عبد المجيد النابلي يوم السبت 02 أكتوبر 2021 المحاضرة الافتتاحيّة للموسم الأكاديمي 2021-2022 حول موضوع  ” قرطاج تراث ثقافي… في خطر”، ويعدّ المحاضر من أبرز المؤرّخين المهتمين بالقضايا التراثيّة والمواقع الأثريّة، وخِرِّيج الجامعات الفرنسيّة منذ ستينات القرن الماضي، والذي اضطلع بعديد المسؤوليات الوطنيّة والعالميّة، إذ أشرف على مواقع أثرية مثل متحف قرطاج، ومؤسّسات تراثيّة على غرار إدارة حماية المواقع والمعالم الأثريّة بمعهد التراث الوطني، وهو عضو مراسل لأكاديميّة إيكس أون بروفنسAix-en-Provence، وناشط في منظّمات ومؤسّسات علميّة عالميّة، وشارك في الحملة الدوليّة لحماية قرطاج التي نظّمتها عديد البعثات الدوليّة، وفي كثير من المؤتمرات الدوليّة المهتمّة بالمواقع الأثريّة.

افتتح المحاضرة السيد رئيس المجمع الأستاذ محمود بن رمضان، مشيدا بجهود جميع الأقسام العلميّة وبإسهامات الرؤساء السابقين لبيت الحكمة، كما أشار بهذه المناسبة إلى أنّ المجمع سينظّم في مفتتح سنة 2022 ندوة دوليّة تكريميّة للرئيس السابق لبيت الحكمة المفكّر عبد المجيد الشرفي.

تحتلّ مدينة قرطاج وفقا للمحاضر منزلة كبرى في السياق الحضاري العالمي نظرا إلى ثراء ما راكمته وما أسهمت به من منجزات حضاريّة، فضلا عن استراتيجيّة موقعها الجغرافي، وعلى الرّغم من ذلك تآكل هذا الموقع الأثري العالمي حسب المؤرّخ عبد المجيد النابلي لأنّه ظلّ مهجورا على امتداد فترات تاريخيّة كبرى، فعلى الرّغم من هذا التآكل المرتبط بعدم العناية الناجعة ومقتضيات عمرانيّة، حافظت المدينة على معالمها وآثارها الموثّقة لعمقها الحضاري، وهو ما تؤكّده الحفريات الأركيولوجيّة وجهود المؤرّخين، تلك التي استعادت اشعاع هذه المدينة الثريّة حسب المحاضر.

واهتمّت الدولة الوطنيّة مباشرة ما بعد الاستقلال بتحويلها إلى “حديقة أثريّة وطنيّة”، كما شدّد الأستاذ النابلي في هذا الإطار على أهميّة الحملة التنقيبيّة الدوليّة الكبرى في بداية السبعينات، وتحديدا منذ عام 1972 إلى عام 1974، حيث أفضت تلك العناية إلى اكتشافات أثريّة أبرزت ثراء مدينة ذات تراث إنساني كوني في خطر لازال ينتظر التشريعات الضامنة فعلا لحمايته، فهو ليس قضيّة وطنيّة ضيّقة بل هو ظاهرة عالميّة.

وفي قسم النقاش اهتمّت جلّ المداخلات برمزيّة مدينة قرطاج بوصفها ذاكرة وطنيّة تحتاج إلى تكامل جهود المسؤولين والنخب العلميّة وقوى المجتمع المدني دفاعا على المدينة، كما دعا بعض المتدخّلين إلى تكفّل بيت الحكمة بمراسلة رئيس الجمهوريّة لاتّخاذ الإجراءات الضروريّة حماية لتراث قرطاج، ثمّ اختتمت الفعاليّات بتكريم المحاضر.

الملخّص

سيرة ذاتيّة للأستاذ عبد المجيد النابلي

المواكبة الإعلاميّة

ليدرز 03-10-2021

Leaders 24-09-2021

iconeculture.net 21-09-2021

jomhouria.com 21-09-2021

attayma.com 21-09-2021

Pin It on Pinterest

Agence de création site web en Tunisie

2019 © Beit al Hikma