
تميّزت العشريات الأخيرة بتطوّرات تكنولوجية هامّة بلغت إلى ما أصبح يعرف بالذكاء الإصطناعي الذي يعتبر ثورة في التكنولوجية الحديثة. وكان لهذه التطوّرات تأثير ملحوظ في كافة مجالات العلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية وفي ميداني الأعمال والسيّاسة. هذا بدوره أدّى الى تحوّلات جذريّة في كل مظاهر الحياة في المجتمعات. وراء هذه الثورة التكنولوجية تقف الريّاضيات بالعديد من فروعها، فهي على سبيل المثال تمثّل حجر الزاوية للذكاء الإصطناعي. وهذا يدفعنا إلى طرح بعض الأسئلة
هل نحن في تونس واعون بأهمّية دور الريّاضيّات في كلّ مجالات العلوم والتكنولوجيّا؟
هل نحن واعون بأنّ الريّاضيّات عامل أساسي في التنميّة وفي خذمة المجتمع؟
هل تحضى الريّاضيّات في نظامنا التربوي بالمكانة التي تستحقها من حيث محتوى البرامج وأساليب التدريس؟
أي آفاق متوفّرة لخريجي شعب الريّاضات بالنظر إلى طرق التكوين المعتمدة حاليّا في هذا المجال وبالنظر الى الوضعية الإقتصادية؟
للأسف هنالك مؤشّرات مفزعة نذكر منها عزوف تلامذة المعاهد على شعبة الريّاضيّات حيث إنحدرت نسبة الذين يختارون هذه الشعبة الى سبعة في المئة فقط إلى جانب لجوء بعض الجامعات الى إلغاء التكوين في مجستير الريّاضيّات لعدم توفّر الطلبة الراغبين في ذلك وحتّى إن بقيّ هذا التكوين في بعض الجامعات فهو يشتغل بعدد محدود جدّا من الطلبة دون الحديث عن مستوى أغلب الذين يملئون الفراغ. كلّ هذا يجعل الإجابة على الأسئلة المطروحة والعمل على إستنباط حلول جذريّة للإشكالات القائمة في إطار رؤية إصلاحيّة شاملة للمنظومة التربويّة مسألة ملحّة للغاية وهو ما تهدف إليه ورشة العمل المغاربيّة التي ينظّمها قسم العلوم الريّاضيّة والطبيعيّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون يومي 11 و 12 ديسمبر 2025 تحت عنوان العلوم الريّاضيّة و المجتمع والتي تجمع عددا من الأخصّائيين في المجال من بينهم ممثلين للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا.

المواكبة الاعلاميّة

La Presse 14-12-2025











