لقد رأينا أن نعرض في الكتاب خمس لحظات: أولاها لحظة الوحي المحمّدي وإشكاليّة »الخضرمة: « لم رجح الوحي على سائر المنافسين له وقتها، وأيّ جانب تغيّر من أحوال العقيدة والعبادة والانتظام المجتمعي؟ والثانية تقعيد القرآن ورسمه في المصحف الإمام: كيف تحوّل القرآن إلى مصحف شخصيّ، فمصحف رسميّ يتبنّاه مشروع الدولة الناشئة، وبم اتّسمت صيرورة المصحف حتّى القرن الرابع على الأقلّ، استنارة بحادثة ابن شنّبوذ (832هـ/993م) ؟ والثالثة: لحظة الفتوحات الكبرى، غربا وشرقا: كيف يسّرت الفتوحات نظرة إلى الذات خارج مواطنها الأصليّة، واقتضت حاجة» وجوديّة« إلى الغير؟ واللحظة الرابعة هي لحظة الترجمة وتشكّل السنيّة: أيّ أثر لنقل المعارف الحكميّة والعلميّة والأدبيّة والأخلاقيّة في تفكير المسلمين، وتدرّج المتكلّمين نحو تأسيس سنّيّة في أفقيها السنّي والشيعي معا؟ أمّا اللحظة الخامسة فحدث إلغاء الخلافة أو سقوطها: لم ذلك، وأي أثر له في مواقف المسلمين؟
المنصف بن عبد الجليل أستاذ الحضارة العربيّة-الإسلاميّة بالجامعة التونسية، عضو الأكاديميّة التونسيّة بيت الحكمة.
تشمل مجالات اهتمامه: الفكر الإسلامي في الفترة التكوينيّة ؛ والعقائد الإسلاميّة ؛ وتاريخ القرآن؛ وشواغل المفكّرين المسلمين المعاصرين وتمثّلاتهم للحداثة.
أصدر»الفرقة الهامشيّة في الإسلام «و»محمد بيرم الخامس «مع» كمال عمران«،
وفي » قراءة النصّ الديني « مع آخرين، وحققّ كتاب الصّراط، كما نشر في السرد »حكاية غائب« ورباعيّة» بذور المواسم«.
