
الملخّص
“اهتمت أغلب الدراسات التي تناولت الظاهرة الاستعمارية بالجوانب السياسية والعسكرية والثقافية دون سواها. وانطلاقا من نموذج البلاد التونسية سنتطرّق إلى الاستعمار من زاوية نظر مالية واقتصادية باعتبار أن أحد أسباب الاحتلال يتمثّل في الأزمة المالية التي عاشتها البلاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
كما أنّ أغلب الدراسات اعتبرت أنّ غاية الاستعمار تكمن في تحقيق أرباح مادية وهو ما يقتضي “حسن التصرف” في الثروات وفي الميزانية التونسية وفي التمويلات العمومية لإنجاز “المهمة التحضيرية” ولتحقيق فائض تستفيد منه فرنسا.
ويبقى السؤال مطروحا هل أن هذه القراءة تتلاءم مع الواقع التاريخي؟
للإجابة عن هذا السؤال المركزي سنسعى إلى تحديد الآليات التي استنبطها الاستعمار الفرنسي في البلاد التونسية وخصائص السياسة المالية والنقدية مقارنة مع الجزائر والمغرب الأقصى. وسنتوخى في تناول كل ذلك مقاربة التاريخ الاقتصادي والتاريخ المقارن.”
