
الملخّص
لم تنفك التكنولوجيات الرقمية عن التطور منذ نهاية الثمانينات مع اندماج الواسع للإنترنت في كل مجالات الحياة الجماعية. حينذاك تعاظم الحديث عن “ثورة رقمية” تغيّر الاقتصاد والتربية والثقافة تغييرا يحقّق تقدما شاملا للإنسان والمجتمع.
واليوم يتعاظم التبشير مرّة أخرى بثورة تكنولوجية جديدة عظيمة مصدرها الذكاء الاصطناعي توصف البعض بأنها أنثروبولوجية وحضارية.
وفي الوقت ذاته أصبح من الجليّ اليوم أن نتائج هذه التكنولوجيات لا يمكن اختزالها فيما يمكنه أن تقدّمه للإنسان وللمجتمع من فوائد، فمخاطرها كذلك عديدة لا حصر لها، وهي مصدر لأشكال جديدة من الاضطراب السياسي والاجتماعي والثقافي: عنف، خطاب كراهية، تطرّف، تلاعب بالرأي العام وبالانتخابات، تضليل معلوماتي، تغذية الصراعات الاجتماعية والسياسية والجيوسياسية.
هكذا تعاظمت الدعوات إلى تنظيم هذه التكنولوجيات بواسطة تشريعات تحدّ من مخاطرها. لكن التشريع يمكن أن يكون بدوره مصدرا لمخاطر على الحريات الفردية والجماعية والحياة الخاصة، يساهم في الإدارة السلطوية للمجتمع والمجال العمومي.
تتناول المحاضرة موضوع “الثورة الرقمية” من آفاق متعدّد نظرية وتاريخية وفلسفية وسيوسيولوجية وقانونية. كما تطرح أيضا النقاش حول تنظيم التكنولوجيات الرقمية والتشريع لها.
